أبحاث

إعادة إعمار سورية والحلّ السياسي “ورقة سياسات”

قسم الدراسات

يشكّل اكتمال سنوات عشر على الحرب السورية مناسبةً يتطلع في ذكراها السوريون إلى حلّ سياسي يضع حدًا لمأساتهم التي لم يشهد عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية أشدّ هولًا منها. وبسبب هول ما واجهه السوريون، بات جزءٌ كبيرٌ منهم يرحّب بأيّ حلّ، أيًا كان هذا الحل، فهم يتطلعون لرؤية نهاية لمآسيهم الشخصية، ومآسي أسرهم التي امتدت عقدًا حتى الآن، أملًا بأن تبدأ بعد ذلك مرحلة “إعادة الإعمار”، كي يستعيدوا شيئًا مما فاتهم، ويستعيدوا ما بقي من بيوتهم وممتلكاتهم وأعمالهم، وما بقي من أهاليهم، ولا يشترطون أي شرط من أجل تحقيق ذلك، فهم مع أي حلّ يحقق حلمهم المتواضع: “عودتهم إلى بيوتهم آمنين”.

وهذا يقودنا إلى السؤال: ما الحل السياسي الذي يحقق للسوريين عودة آمنة إلى بيوتهم؟ فبين أحلام السوريين ووقائع الواقع الصلبة برزخٌ واسع، حيث لا يوجد -حتى الآن- سيناريو ناضج للحل السياسي في سورية، وتتباين التوقعات بين سيناريوهات عدة، تراوح بين الجيد والرديء، وكلٌّ منها يبدو اليوم أنه يملك مؤشرات على أنه قد يكون الغالب؛ إذ تختلف السيناريوهات المحتملة التي سنتطرق إليها في هذه الورقة، وعددها ثلاثة، بنتائجها وآثارها على تعافي سورية ومجتمعها اختلافًا جذريًا، يراوح بين خلق مناخ سياسي داعم للحل السياسي يوفّر جهودًا ومصادر داعمة للحل ولإعادة الإعمار وتعافي سورية من مختلف الجوانب، وبين مناخ سلبي يحرم سورية من إمكانات إعادة إعمارها، وهذا يعني استمرار مأساتها ومعاناة شعبها.

سيواجه أيّ حل سياسي في سورية الدمار الهائل غير المسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، الذي حدث على مدار سنوات عشر، وشمل دمارًا ماديًا للمدن والبلدات والمرافق الخدمية والطرقات والأراضي وغيرها، ودمارًا اجتماعيًا واسعًا، ودمارًا اقتصاديًا كبيرًا، إضافة إلى التعقيدات السياسية الكبيرة، بسبب تدخل أطراف إقليمية ودولية في الصراع السوري، وتحول سورية إلى أداة للصراع غير المباشر بين قوى متناحرة. ويضاف كل هذا إلى المشكلات المركبة الموروثة من مرحلة حكم البعث الأسد الذي امتد منذ 1963 حتى 2010، وبنى نظامًا شموليًا وفق النموذج السوفيتي في بداياته، ثم أخذ يتخبط بين بقايا النموذج السوفيتي والانفتاح الليبرالي الذي صُمِّم وفق مصالح القطط السمان الجدد من أبناء النخبة الضيقة الحاكمة.

وبناء على ذلك؛ فإن أيّ حلّ قادم في سورية سيواجه هذه التحديات المتشابكة صعبة الحلّ، وعلى الرغم من ذلك، فإن معيار جودة أي حلّ هو قدرته على إيقاف المأساة، وخلق مناخ لإعمار سورية وإعادة بنائها بناءً شاملًا من مختلف الجوانب، وإن أيّ حلّ لا يؤدي إلى ذلك لا يمكن اعتباره حلًّا سياسيًا.

ستناقش هذه الورقة المسائل الآتية:

1 – تحديات الدمار الذي أحاق بسورية من مختلف الجوانب، والذي سيتحدى أي إعادة إعمار شاملة وأي حلّ سياسي في سورية المستقبل.

2 – السيناريوهات المحتملة لتطور الأوضاع في سورية، وتحديد السيناريو الذي يحقق شروط مواجهة تحديات إعادة بناء سورية.

3 – شروط وممكنات تحقيق السيناريو المنشود.

4 – مخاطر عدم تحقيق الحل السياسي القائم على الانتقال السياسي الذي يحقق شروط إعادة إعمار سورية من كل الجوانب.

يمكنكم قراءة البحث كاملًا بالضغط على علامة التحميل

https://www.harmoon.org/wp-content/uploads/2021/05/%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%A5%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%91-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A.pdf

مركز حرمون

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى